بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين)
وقال تعالى (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا )
رسالة من خلف القضبان
سجن عسقلان البطوله
15/11/2000 ــ 15/11/2008
في الذكرى السنوية التاسعة لاعتقال الأسير المناضل القائد الفتحاوي (قتيبه مسلم /أبو حمدي) وأبناء مجموعته الأبطال الثوار (عبدالعظيم حسن وقاسم مسلم وسعيد مسلم وفادي خليل وايهاب مسلم وسمير مسلم وعبدالكريم مخضر)
( عشاق الشهادة وفرسان الفتح الذين لا يترجلون)
يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل .. أيها الأحرار الصامدين على أرض الإسراء والمعراج .. يا من تحملون راية الشهداء , تحفظون دماءهم وتصونون وصاياهم , وتحمون العهد والقسم , يا اسود الحرية والاستقلال والوطن الشامخ .. عمالقة الفتح وأبناء الثورة والانتفاضة .. يا شعب الشهادة والاستشهاد .. أيها الأبطال الطاهرين الصادقين في ريف البطولة والحق والرجولة .. في مدينة نابلس جبل النار العز والفخار , في مخيمات الصمود والكرامة والانتصار .. يا كل الأهل والأصدقاء والطلبة والأخوات والمناضلين .. إليكم جميعا كل التحيات الثورية الأصيلة .. وكل الحب والوفاء والتقدير , من عمق المحنة ووسط ظلام الموت البطيء , من المنفى والقيود , من قلب جحيم السجون الظالم أهلها أطير إلى الأرض الخضراء , والجبال ألصلبه , وكل الشرفاء , تحية الفتح والثوار .. تحية فلسطين الصابرة .. تحية إسلامنا العظيم وجهادنا المبارك ..
يا أبناء فلسطين الدولة والهوية والحضارة والمستقبل والعنوان ..
سنوات طويلة تمضي وإرادة الأسرى العمالقة تسطر في سجون الظلم أروع آيات الفداء والتضحية دفاعا عن حقنا في الحرية والعودة .. وإيمانا من هذا الجيش الفدائي البطل أن الحرية غالية ولا تهدى بل تنتزع بالثبات والنضال والمقاومة والعمل الموحد .. سنوات طوال نحرم بها من حقنا في الحياة .. من حقنا في الحرية .. من حقنا في التعليم .. من حقنا أن نحضن أطفالنا وأسرنا .. وفلسطين هي الحلم الذي لا يغيب .. هي أمنا الأولى وشارة عودتنا للجغرافيا والتاريخ .. هي شمسنا ومعنا ودمنا ونبض قلوبنا .. نضحي في سبيل عودتها لنرى أعلام دولتنا الفلسطينية المستقلة ترفرف فوق المسجد الأقصى المبارك وعاصمتها القدس الشريف .. سنوات طوال من عمر الزمن ونحن نحمل راية الفتح , ثورة الطهارة والفدائيين , ثورة الأحرار والمناضلين , ثورة الذين عرفوا فلسطين ورفضوا أن يكونوا أتباعا لغيرها .. ثورة الذين رفضوا الأحزاب وحروب الأفكار والنظريات وقالوا (فلسطين هي بوصلة الحق) .. سنوات طوال صعد بها القادة الشهداء المؤسسين لفتح إلى السماوات العلى بعد أن فجروا الصمت والمنفى وظلام الشتات وحملوا البندقية وقالوا (إلى فلسطين نذهب , هي وطننا وعائلتنا وأسرتنا وهويتنا وروحنا ) ..
يا كل شعبنا الباسل ...
تأتي ذكرى اعتقالنا التاسعة هذا العام ومعنا الآلاف من أبناء شعبنا العظيم في السجون , وقضيتنا الوطنية تمر في أخطر مراحلها حيث التشرذم والانقسام الذي داهم الوطن بالانقلاب في غزة هاشم .. هذا الانقلاب الذي هدم روح الحوار والديمقراطية , وأباح القتل وأساء للفكرة والتجربة الجهادية الإسلامية .. وكانت قلوبنا تخفق بالأمل لرؤية الحوار الحقيقي بين الفصائل في القاهرة , لكننا للأسف الشديد لا زلنا نرى عقلية الحزب تتغلب على عقلية الوطن .. ومصلحة الذات فوق المجموع .. وكل يدعي الحرص والشرعية , والشعب يعاني , والمأساة تتعمق , والجرح يصرخ بأن يكفي .. ولهذا فإننا نوجه صرختنا , صرخة الثوار , إلى ضرورة أن يكون الحوار أساس الحياة الفلسطينية , والديمقراطية مظلة الجميع , والانتماء للوطن يعلو ولا يعلى عليه .. ويكفي خلافات وتناقض وقتل واعتقال .. السفينة تحتاج إلى فتح والى حماس , ولا بد من رؤية وطنيه جامعه وشموليه تحدد المسار السياسي والمقاوم بتناغم جدي لا يعرض مصالح شعبنا العليا للخطر أو للتراجع .. فالبندقية بلا هدف سياسي لا تنجز النصر والتحرير .. ونحن لا رغبة عندنا للقتل , والمزا وده الشعاراتيه لا تصنع وطنا ولا تبني دولة ..
يا أهلنا وكل أحبتنا .. يا كل الثوار والأسرى المحررين .. وأبناء الشبيبة الفتحاوية والطلابية .. يا إخوتنا في المراكز الشبابية والمجتمعية والنوادي الرياضية .. أخواتنا الكريمات الطاهرات في لجان المرأة للعمل الاجتماعي .. إننا نضحي بعمرنا وحياتنا دفاعا عن فلسطين الأسيرة كأبناء بررة للفتح التي لم تلقي الراية .. ولم تتوقف عن المقاومة .. إننا نقاوم بلا شعارات , ونضحي لأننا من فجرنا الثورة , ولن نتوقف سوى ودولتنا حرة مستقلة .. فهبوا يا أبناء الفتح النشامى .. انطلقوا للعمل والبناء ومساعدة الجماهير .. لا تيأسوا .. ولا تتخلوا عن الواجب والفكرة , احموا دماء الشهداء , وتوحدوا ولا تتفرقوا .. المؤامرات كثيرة , وبالعمل , والعمل فقط نتقدم ونصنع النصر ونحمي مجتمعنا .. والجميع يراهن على خلافات فتح الداخلية , وهذا ما يستدعي كل الفتحاويين أن يرفعوا شعار (إن فتح محبه , وأخوة , وتفاني) .. ضمدوا الجراح , أحبوا بعضكم بعضا , تناقشوا وتحاوروا ولا تتناقضوا , فالتوحد سر النصر , والوحدة بيت النجاح , والخلاف والحسد والفرقة مقتله لكل الثورات الناجحة ..
يا كل الفتحاويين المناضلين .. إخوة وأخوات ..
في ذكرى اعتقالنا التاسعة نحتفل بالذكرى الرابعة لرحيل رمز الشعب , وصانع الثورة , ورمز الإرادة الفلسطينية , شيخ الشهداء الكبير الرمز ياسر عرفات .. وأيام قليله ونحتفل بذكرى الاستقلال الوطني .. هذا الشعار الذي رفعته الانتفاضة الأولى , انتفاضة الحجارة , وقد مرت ذكرى وعد بلفور المشئوم , لنرى أن هذا الشهر , وهذه الذكريات , تعلمنا الكثير , فقد كان بلفور بداية مأساتنا كشعب فلسطيني .. فكان الرمز الشهيد الحي أبو عمار مفجر رصاصة فتح الأولى , وكانت السجون ضريبة الكفاح , والاستقلال شعار للثورة .. فصونوا الوطن والبناء , احموا القانون والنظام , ولتكن فتح أول من يلتزم وآخر من يخرق الأنظمة والقوانين التي تحقق لشعبنا الأمن والأمان , ونعم للسلطة الواحدة , والقيادة الواحدة , والقانون الواحد , والسلاح الواحد .. وكأحد قيادات الشبيبة الطلابية , ولأن انتمائي لجامعة النجاح الوطنية ثابت دوما , أتقدم ومعي كل أبناء فتح وقيادتها وأسراها إلى اسود الشبيبة الطلابية بالتهنئة والمباركة , تقدموا , تقدموا , وآمنوا بالحوار الداخلي , ولا تغتروا , وكونوا الخدام للطلبة , هكذا تعلمنا , وهكذا علمتنا الفتح في مدارسها ... والى الأخوات في الإطار النسوي وخاصة في القطاع الريفي البطل أقول .. المرأة نصف المجتمع , وانتن يا أخواتنا فارسات الأرض , وحاملات مشاعل الكرامة , لا بد من نهضة حقيقية تعطي للمرأة حضورها وفاعليتها , ولنكسر الحواجز ,ولنخلق كل الأطر القادرة على تطوير المرأة ودعمها .. ومباركة كل الجهود التي بذلت في كافة المراكز النسوية والى الأمام ..
والى أبناء الفتح وأسراها القدماء أقول ... لقد جمعتنا أيام النضال والزنازين والمعاناة والانتفاضة , كونوا موحدين ومتكاتفين , ولا تتخلوا عن الرسالة مهما كانت الظروف صعبة وأليمة .. لا تتركوا فتح الأم وتهربوا من المسؤولية .. هذا الوطن يستحق منا الكثير , والنضال ليس فقط بالبندقية , بل هناك عشرات الأشكال النضالية السلمية التي تحقق التطور والإبداع وتمنع التراجع والانكسار ..
والى كل أمناء سر المناطق واللجان وأمناء سر الشعب واللجان التنظيمية المنتخبة نقول .. انتم طلائع الفتح ووجهها , فكونوا رحماء على شعبكم , اخدموا الجميع بدون تفرقة أو تمييز , وليكن شعاركم (العطاء , والعطاء لأجل شعبنا كل شعبنا) .. لا تكونوا مجرد لجان شكلية أو تحبون المسؤولية بلا عمل .. انتم تحملون أمانة استشهد الآلاف لأجلها .. اعملوا بروح الفريق الجماعي الواحد , وخططوا للأفضل , وكونوا المبدعين , والتزموا بالقيادة الجماعية ..
وحول المأساة الداخلية التي طالت قرية تلفيت الحبيبة سابقا .. قلعة الشهداء والقادة والفتح أقول ... إننا كأبناء وقادة في حركة فتح عاهدنا الله والوطن أن نبقى دوما جسر الوحدة ونبذ الفرقة والخلاف , ولن نكون إلا ثوارا صادقين , وفتحاويين موحدين , لا شيء يفرقنا , والفتح بيتنا الأول والأخير .. هي إطارنا الذي نحميه ونصونه ونقبل بأي قرار تنظيمي يحقن الدم , ويمنع الفتنة , ويحقق العدالة , وان دماء من سقطوا جميعا هي عزيزة وغالية علينا , لأننا لا نفرق ولا نميز ولا نقبل بأن يكون سلاحنا وقوتنا في المشاكل العائلية والداخلية .. ما لهذا خلقنا ثوارا .. وما لهذا تمردنا على الظلم والاحتلال .. ومن هنا نناشد كافة قيادات فتح العليا للتحرك الجاد لعقد مؤتمر وطني فتحاوي توحيدي في تلفيت , ينهي الخلاف للأبد , ويضمد الجراح , ونحن مع أي قرار فتحاوي ونلتزم به وندعمه , لأن دماء الشهيد البطل طايل فرج , ودماء الشهيد البطل احمد محمد مسلم أبو ايهاب , ودماء الشهيد البطل أيمن مسلم , ودماء الشهيد البطل ماهر مسلم أبو العميد , ودماء الشهيد البطل سليم مسلم أبو باسم , هي كلها دماء فتحاويه حرة وطاهرة وأبيه , سقطت في المكان الخطأ والزمان الخطأ والطريقة الخطأ .. وهي خسارة لنا جميعا , ومجرم من يقود فتنة أو يغذيها , مجرم وخائن من يعتدي على حرمات الناس وأمنهم .. ومجرم وخائن من يرفض الوحدة والصلح والاتفاق ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) ..
وفي نهاية الرسالة نوجه التحية لرئيسنا القائد الحبيب الحكيم , رمز الشرعية , ورمز البناء والديمقراطية , الأخ القائد أبو مازن .. والى كافة أعضاء قيادتنا الوطنية , وخاصة الإخوة في مكتب التعبئة والتنظيم , وعلى رأسهم الأخ القائد أبو علاء قريع , وبارك الله جهود الجميع في حماية التنظيم .. لتبقى الفتح حامية المشروع الوطني وإرادة الكفاح الدائم , والتحية لأمهاتنا الصابرات العظيمات .. ولآبائنا الأحرار الكبار .. ولزوجاتنا اللواتي تحملن معنا كل العذاب والآلام والجراح .. وهن الفدائيات الحقيقيات الرافضات للذل والعار .. ولأطفالنا الذين كبروا بعيدا عن عيوننا .. ولأسر الشهداء والجرحى الصابرين , وان دماء كل الشهداء هي أمانة في أعناقنا .. وستبقى دماء الشهيد البطل القائد علي فرج (أبو الحسن) مظلة الثورة التي نصونها في القطاع الريفي خاصة , وكل محافظة نابلس عامة , ودماء الشهيد القائد البطل نايف أبو شرخ واسامه جوابرة وياسر البدوي وماجد أبو شرار ومحمود الطيطي وجهاد العالول وهاشم أبو حمدان وأبو حميدان والطبوق والسنفور وعزام مزهر وخالد سيف ومهند ابو حلاوة ..لأن فتح الواحدة الموحدة هي مظلتنا الحامية والجامعه .. ندافع عنها بالدم والجراح ولن نتوقف ..
فصونوا الامانة يا كل الفتحاويين
والعهد هو العهد .. والقسم هو القسم
المجد للشهداء .. والحرية لاسرى الحرية
وانها لثورة حتى النصر
أخوكم الأسير / قتيبه مسلم (ابو حمدي)
سجن عسقلان البطولة والمجد
15/11/2008
موضوع: رسالة من خلف القضبان 
الخميس نوفمبر 27, 2008 5:52 pm
